رون هوارد: لم ارض عن جميع الأفلام التي أخرجتها

مخرج «ملائكة وشياطين» يرى أن التنوع هو توقيعه

اجرت الناقدة السينمائية الفرنسية حوارا مع المخرج السينمائي رون هوارد حول فيلم ملائكة وشياطين الذي انجز من قبل الثالوث المخرج رون هوارد والممثل توم هانكس والكاتب المثير للجدل دان براون حاولت ان نستمع منه عن سبب او اسباب قيامه على اخراج فيلم من نفس نوع الفيلم السابق شيفرة ... وعلى ماذا ارتكزوا وعن هذه الثقة في توقعهم لنجاح فيلم ملائكة وشياطين خاصة انه يجمع ممثلا محترفا مثابرا تماما كما المخرج رون هوارد والذي يعرف عنه رفض العمل في فيلم يراه مشابها لفيلم اخرجه سابقا وعشقه للتنوع وابتعاده عن المألوف في المعالجة السينمائية في كل اعماله. اما الركن الثالث لهذا الثالوث فهو كاتب الروايتين دان براون والذي بدوره بدا ايضا متفائلا في نجاح الفيلم الثاني، والذي يقترب من اتخاذ صفة الجزء الثاني لفيلم شيفرة ... .

*على الرغم من تراجع وتقهقهر فيلم شيفرة دافنشي منذ ثلاثة اعوام، هل انت راض عن الفيلم؟.

- بصراحة شديدة، يعرف عني بأنني لم ارض عن جميع الافلام التي اخرجتها، وهذا ليس بسبب فشلها بالطبع بل انني كمخرج، وعند عرض احد افلامي - أي فيلم - آخذ بالتفكير واجترار الافكار مثل هذا مشهد كان لا بد لي ان أصوره بهذا الشكل او ان نهاية هذا الفيلم كان علي ان لا تكون بهذا الشكل.. وهكذا، الا في حالة شيفرة دافنشي والذي شاهدته اكثر من مرة قبل العرض الخاص والجماهيري، وهذا الشيء يحصل لي اول مرة منذ ان بدأت العمل في السينما كمخرج!! ولم اقف عند هذا الحد، بل قمت وعند العرض الجماهيري للفيلم بالدخول الى دور السينما لأتلمس ردود افعال المشاهدين، وانطباعاتهم عن الفيلم، وكنت اصطحب معي احيانا بعض الاصدقاء المقربين جدا من مثقفين وفنانين ونقاد سينما محاولا تدارك رؤيتهم ومدى اختلافها عن رؤية المشاهد العادي الا انني خرجت نتيجة ان هنالك جملة من الاخطاء التي كان لا بد لي ان اتداركها ولم افعل. لذلك طلبت ان اجلس مع (توم هانكس) وذلك لتدارس كثير من المواضيع قبل البدء بتصوير فيلم ملائكة وشياطين وخرجنا بسببين رئيسيين عن سبب الاخطاء التي اقترفناها في الفيلم الاول وهما: اولا، ان كاتب الرواية (دان براون) يعتبر كاتبا مختلفا عن أي روائي او اديب آخر في هذا المجال واعماله الادبية لا تحتمل الفهم والتفسير الخطأ لأصغر جزئية من العمل الادبي بل انه اذا استمر المرء في عدم التوقف عند هذه الجملة او تلك فانه يصبح كمن يسدد طعنات قاتلة للرواية، وارجو ان لا يفهم كلامي هذا بأن الفيلم شيفرة ... قد بالمعنى التقليدي لهذا الوصف، وانما بالامكان وصفه بأنه لم يرتق للمستوى الذي اردناه (هانكس) وانا لذلك استطيع القول بأن هذا الشيء قد افادنا في تجنب الاخطاء التي وقعنا بها وبالتالي تجاوز عقدة شيفرة ... كذلك الامر عرفنا كيف يجب ان تقرأ رواية الكاتب تميز بنوع خاص ومختلف في اسلوبه الروائي. بعد ذلك تناولت السيناريو المقتبس عن الرواية، وادركت ان أي سيناريو يقتبس عن رواية ادبية ناجحة لا يشكل بالضرورة نجاح الفيلم الذي ارتكز عليه، فلا بد لأي كاتب سيناريو ان يكون اهلا لفهم وادراك الكثير من المعاني والجمل التي تبدو بسيطة في القراءة الاولى للرواية الاصلية واخص بالذكر اعمال (دان براون)، كما انه يتعين على صانعي الفيلم من انتاج، اخراج، تصوير، وديكورات، وتمثيل ان يجلسوا بعد يومين من التصوير مثلا ويتناقشوا ويتبادلوا الآراء حول ما تم انجازه.

*من الملاحظ انك وبعد تجربة شيفرة دافنشي اكتسبت صلاحيات كثيرة وسقفا اعلى بكثير في القيام مثلا، بتعديل هنا وتغيير هناك في سيناريو فيلم ملائكة وشياطين وهذا الشيء أسر لي به عدد من الفنيين الذين يعملون معك في اغلب أعمالك، هل هذا صحيح؟.

- اجل، هذا صحيح، حظيت بمساحة كبيرة من حرية التعديلات والتغييرات في الفيلم وذلك انطلاقا من ثقة طاقم العمل كاملا بي كمخرج ذو رؤية يعرف مقومات الفيلم السينمائي الناجح - بخلاف كبوات صغيرة تجمعت في شيفرة ..... وكلامي هذا ارجو ان لا يفهم على انني مبتدئ يتلقى دروسا وعبرا من كل صوب وجهة، فقصة ملائكة وشياطين تطلبت وتيرة في سردها لشكل اكثر حداثة لتكون قريبة من المشاهد بعكس سابقتها، وفي عدد بسيط من مفاصل وتحولات جذرية في اكثر من جزء من الرواية، كنت اتأمل مطولا عن كيفية نقلها الى الشاشة، وهذه الامور كانت نتيجة لمنحي صلاحيات واسعة في التصرف في العمل الادبي.

*احد اهم التغييرات التي لمسها المتفرج الذي قرأ الرواية وشاهد الفيلم كان يتعلق بجنسية القاتل، ففي الرواية كان القاتل شخص عربي معاد للديانة المسيحية، وذلك لم نره على الشاشة، لماذا؟.

- تعلمين ان الرواية ملائكة .... تم نشرها عام 2000 وفي هذه الفترة كانت دور السينما تعج بالافلام التي تصور الشخصيات الشريرة او الارهابية ذات اصول شرق اوسطية، بحيث اصبحت هذه النوعية في السينما بمثابة كليشيه يستخدم بمبرر وبدونه، والاسوأ من هذا، ان هكذا افلام تم تصنيفها في هوليوود ب (افلام سياسية) وانا اختلف مع هذا التصنيف، كون الفيلم السياسي ليس من السهل انجازه، ويتطل العمل فيه على دراسات كثيرة من ناحية الاستعانة بمستشارين متخصصين، ومثقفين، والعودة الى الفترة التي يتحدث عنها الفيلم السياسي، فلا بد ان تلتقي مع شخص او اكثر ممن عاشوا ابان الزمن الذي جرت فيه احداث الفيلم، باختصار العمل السياسي سينمائيا لا يحتمل أي خطأ سواء عن قصد ام لا، اضافة الى ذلك، ارفض بشدة ان استجيب لاملاءات جماعات الضغط التي تذكر بالحقبة المكارثية، وقد تندهشين من بعض الكلمات التي قلتها لك مثل جماعات الضغط وذكري للحقبة المكارثية، والتي كنت حذرا في الوقوع في فخاخها ولا اود هنا ان اذكر اسماء فنانين وقعوا في هذا الشرك، شرك الجغرافيا السياسية مما قد ينتج عنه اخلاف كبير في الآراء، ووجهات النظر، لدرجة ان يبدو الفيلم بمثابة خطاب سياسي لا اكثر، يرضي هذه الجهة ويغضب تلك، الامر الذي يرفضه كل فنان سينمائي صادق يحترم ويقدس فن السينما الذي لا يخضع لجهات مغرضة او ان يقدم فيلما عن شخصية سياسية كبيرة بقصد ترويجها للمواطنين مقابل حفنة من الدولارات لهذا المخرج وذاك المنتج!.

*هنالك مسألة مهمة، ارجو ان تساعدني في فهمها، وهي رؤية السينمائيين لك في اميركا على انك مجرد مخرج نال جائزة اوسكار عن فيلم اخرجه منذ بداية عمله في السينما، ولكن الاوروبيين والفرنسيين بشكل خاص يرونك مخرجا يمتلك موهبة وثقافة وخبرة، والتنويع في اعمالك السينمائية، خاصة في اختيارك لأبطال افلامك وكيفية توجيههم وتوظيفهم وعنايتك الدقيقة لسلوك هذه الشخصية او تلك، الا يؤلمك هذا؟.

كما تعلمين، لقد بدأت ممثلا في مسلسلين للتلفزيون آندي غريفيت شو - عرض آندي غريفيت - من العام 1960-1988/ وثم في مسلسل ايام سعيدة منذ العام 1973-1980، وهذا معناه انني امضيت عشرون عاما من حياتي وانا اقوم بنفس العمل، وهذا الأمر يتسبب لي او لغيري بالطبع بالملل وعدم القدرة على تلمس آخر ما توصلت اليه التكنولوجيا واستخدامها في السينما، وهذا الامر لا يروقني خاصة انني كما تعرفين لا احب العمل في نفسي الحقل او المجال بشكل متكرر، ما سبق لا بد ان يكون مبررا لي ان بالشكل الذي اريده، ومثلا فيلم باك درافت مع روبرت دي نيرو، ستيفن بالدون، وكيرت راسل، كان اول فيلم اكشن اخرجه، كما تبعت هذا الفيلم بآخر ابوللو 13 مع توم هانكس وجاري سينايز وبهذا الفيلم توقفت عن العمل بنوعيتها، أي - الاكشن - ولن اعود واعمل بهذا النوع من الافلام.

*هل هناك نموذجا سينمائيا تحتذي به؟.

- اجل، اعشق مشاهدة افلام المخرج (بيلي ويلدر) خاصة فيلمه شاهد اثبات و البعض يفضلونها ساخنة ، اما عن الممثلين والممثلات، استمتع في اداء الممثلة (ميريل ستريب)، والممثل (دانيال دي لويس) و(راسل كرو).

حلوووو كتير

» كيف تمسح الإيميلات التي دخلت بها من المسنجر
» طريقة حذف فيروس Downadup conficker للأجهزة التي على الشبكة
» جميع افلام دراغون بول مترجم
» جميع حلقات مسلسل ناروتو
» جميع حلقات الانمي Sola